لأسلوب الأول:
القصة ودورها التربوي:
لاشك أن القصة من الفنون القديمة التي استخدمت على مر العصور لأغراض كثيرة وكان لها وقعها الكبير على المستمع بحيث صارت تشكل جزءاً مهماً من الثقافة لكل مجتمع وكل أمة ، بل إن دراسة التاريخ والراغبين في تحقيق معرفة دقيقة عن حقبة من الزمن فإنهم يدرسون القصص التي قيلت وألفت في ذلك الزمان ، وذلك لأنها تحكي عن واقع أو عن طريقة تفكير حتى في مسألة الخيال والتخيل فإنها تعكس نوعاً من الثقافة التي يعيشها أي مجتمع. وإذا كان هذا حال القصة فإنها تكون وسيلة كبيرة في تثقيف أي مجتمع أو أي شخص بالأفكار. بل لا نعدوا الصواب لو قلنا إنها من الوسائل الأول التي تستخدم في عملية التعليم سواء كان المراد تعليم الإنسان الكبير أم الطفل الصغير. وهذا واضح بالوجدان لكل إنسان منا.
ويمكننا أن نتناول أهمية القصة في دورها التربوي من عدة زوايا >>>>
الزاوية الأولى :
القصص ودورها التعليمي.:
لا يختلف اثنان في أن الطفل الصغير الذي لم يتعود أسلوب المعرفة العلمي أو تلقي
العلوم بالطريقة العلمية البحتة من إثباتها بالبراهين والاستدلالات أنه ينفر من هذه
الأساليب أشد النفور ، بل لا يمكن فرضها عليه بأي وجه من الوجوه ؛ لأنها لا تنفعه
بأي صورة كانت. وهذا الجانب يقابله جانب آخر في التعليم له أثر كبير عليه ووقع عظيم
على نفسيته وعلى شعوره في مرحلة الوعي ، ولا وعي حيث يكون تخزين المعلومات
من غير الالتفات إليها ، هذا الجانب هو القصص ، حيث يجد الطفل شغفه وراحته في
الاستماع إلى هذه القصص التي تحكيها له جدته أو أمه أو أي قريب ومحيط له ؛ فما أن
يشعر الطفل الصغير بأن أحد أقاربه يريد أن يحكي قصة أو أحدوثة إلا وترك لعبه وأطرق
صامتاً محيطاً بمن يقص عليه مسلماً له كل شعوره وإحساسه ووجدانه ، ينتظر منه أن
يتلفظ بأول كلمة ليسبح معها في أحداث القصة وما يجري فيها على الأبطال ، وتجده
متفاعلاً تفاعلاً كبيراً مع القصة وأحداثها. هذه الحالة هي جانب من جوانب التعليم
للطفل لذا يجب أن يستفاد منها بالشكل المطلوب.
الزاوية الثانية :
القصة ودورها في بناء المستقبل:
إن القصة لها أهداف محددة تقصدها وأفكار معينة تريدها وهي تخاطب اللاشعور في
الإنسان وتحاكي وجدانه من حيث شعر بذلك أم لم يشعر فإنها تخزن في عقله الأفكار.
والطفل الصغير الذي لم يميز بعد كيف يميز بين الحق والباطل أو بين الصواب والخطأ لا
يوجد عنده من الفكر إلا ما يلقى إليه ، وقد تأثر ذهنه بالقصص التي يسمعها أو يحفظها
والتي أثرت فيه تكون هي راسمة له في المستقبل لحياته ،ومما يثبت صحة ما ذكرناه أن علماء النفس والتربية يحذروننا من مشاهدة الأفلام
المرعبة للأطفال لأنها تأثر على شخصيتهم وكذلك الأفلام الإجرامية أو الجنسية أو كل
فلم ومشهد له تاثير سلبي على ذهن الطفل ، بل قد يتعدى الحال إلى أن تتحول حياة
الطفل إلى حالة مرضية من خلال الكوابيس والأحلام المرعبة التي يراها من جراء سماعه
قصص الجن أو قصص مخيفة وما كان له أثر لولا أنها تتفاعل مع اللاشعور لهذا الطفل
الصغير ، فتشكل له نظرة مستقبلية.
الزاوية الثالثة :القصة ودورها التربوي العقائدي والثقافي:لا يخفى أثر القصة على نفسية المستمع سواء كان صغيراً أو كبيراً كما قلنا سابقاً ، ولذلك اعتمد المربون في استخدامها كوسيلة في بث الفكر العقائدي والمبدئي ؛ وذلك لأن الهدف التربوي ـ كما عليه علماء الاجتماع ـ يقوم على أساسين : | |
|
الزاوية الرابعة :
القصة تنمي الإحساس الإبداعي عند الطفل:
عندما تتلى أي قصة على أي طفل فان ذهنه يحلق بعيداً في عالم القصة ويقوم عقله
برسم صور للأبطال وللأشخاص الموجودين في القصة ، وإلى الأماكن التي ذكرت والملابسات
التي تحيطهم ، فكلما سمع شيئاً رسم له صورة في ذهنه. وهذه الطريقة تنمي عند الطفل
حس الإبداع والخيال وتطوير ملكة الحس الإبداعي من خلال تركيب الصورة والمشاهد ،يلاحظ أن الطفل الصغير يحب القصص الخيالية ، والطفل الذي تجاوز عمره العاشرة يحب
القصص المغامراتيه ، والمراهق يحب القصص العاطفية ، والكبير يحب القصص الواقعية
والتاريخية وهكذا. وهذا يدل أيضاً على تركيبة العقل عند الطفل وكيف هي في بدايتها
انها تعتمد على الحس الإبداعي والخيالي الذي يرسم صورة للعالم الخارجي وللمستقبل.
الزاوية الخامسة :
القصة تقرب بين المربي والطفل:
عندما يقوم المربي ـ سواء كان الأم أو الأب ـ بحكاية القصص والحكايات لطفل ، ويجلس الطفل كتلميذ يستمع إلى القاص بكل إنصات واهتمام ، فإن هذه الحالة تولد شعوراً عظيماً للطفل اتجاه هذا المربي الذي يجلس مقابله بالحب والعطف ، وذلك لأنه يمثل له قدراً كبيراً من الاهتمام به وبعالمه. وهذا واضح بالوجدان حيث إننا نلاحظ الأطفال يحومون حول كل من يلقي إليهم بالقصص ويتهافتون حوله وإنه يمثل لهم شخصية محبوبة ، بل إن أسلوب حكاية القصص هو أقرب الأساليب إلى قلوب الأطفال والسيطرة عليهم.الزاوية السادسة :
كيف تحكى القصة للطفل ؟
هناك عدة نقاط يجب أن تلاحظ وتراعى في طريقة إلقاء أي
قصة لأي طفل وهي كالتالي :
1 ـ لابد أن تكون القصة تحمل هدفاً تربوياً حتىتنمي فيه شيئاً ما.
2 ـ أسلوب القصة وطريقة طرحها لابد أن يكون موافقاً لذهن الطفل حتى يستوعبها ويدرك فائدتها.
3ـ أن يسعى القاص في تطعيم القصة بالمسائل العلمية والأخلاقية والاجتماعية ؛ حتى يتعلم شيئاً جديداً ويكسب معارف لم يتعلمها من قبل.
4 ـ لابد أن تجنب الطفل من سماع القصص السلبية التي فيها أثر الانهزام وتهبيط العزائم.
لا تعط الطفل أي قصة مكتوبة أو مسموعة إلا بعد التحقق مما فيها من أفكار ؛ فقد تكون أفكار مسمومة أو منحرفة. لذا يجب على المربين من التحقق من كل أمر يصل إلى الأطفال ليعرف أثره عليهم قبل أن يؤثر بهم سلباً.
5 ـ عندما تحكى للطفل اي قصة يجب أن يكون ابطالها رموزاً حقيقيين حتى يقلدهم الطفل ويحتذي بهم ، أو أن يكونوا قريبين من الحقيقيين حتى يتفاعل معهم.
6 ـ في طريقة حكاية القصة للطفل يجب أن يركز القاص على الأفكار المهمة من خلال إعادة الجمل وتكرارها حتى ترسخ في ذهن الطفل. كما يلزم الاستفادة من الحركات ونبرات الصوت لتعميق هذا المعنى.
1 ـ لابد أن تكون القصة تحمل هدفاً تربوياً حتىتنمي فيه شيئاً ما.
2 ـ أسلوب القصة وطريقة طرحها لابد أن يكون موافقاً لذهن الطفل حتى يستوعبها ويدرك فائدتها.
3ـ أن يسعى القاص في تطعيم القصة بالمسائل العلمية والأخلاقية والاجتماعية ؛ حتى يتعلم شيئاً جديداً ويكسب معارف لم يتعلمها من قبل.
4 ـ لابد أن تجنب الطفل من سماع القصص السلبية التي فيها أثر الانهزام وتهبيط العزائم.
لا تعط الطفل أي قصة مكتوبة أو مسموعة إلا بعد التحقق مما فيها من أفكار ؛ فقد تكون أفكار مسمومة أو منحرفة. لذا يجب على المربين من التحقق من كل أمر يصل إلى الأطفال ليعرف أثره عليهم قبل أن يؤثر بهم سلباً.
5 ـ عندما تحكى للطفل اي قصة يجب أن يكون ابطالها رموزاً حقيقيين حتى يقلدهم الطفل ويحتذي بهم ، أو أن يكونوا قريبين من الحقيقيين حتى يتفاعل معهم.
6 ـ في طريقة حكاية القصة للطفل يجب أن يركز القاص على الأفكار المهمة من خلال إعادة الجمل وتكرارها حتى ترسخ في ذهن الطفل. كما يلزم الاستفادة من الحركات ونبرات الصوت لتعميق هذا المعنى.
اشكر الزوار اتمنى قد استفدتم من مدونتي
ردحذفنشكر اﻷستاذه الفاضله على هذه الدراسة التي تعنى بفلدات اكبادنا ونتمنى لها التوفيق والنجاح
ردحذفابو قاسم
نشكر الاخت على هذا المجهود الرائع والمتميز الذي يساهم في تربيه الاطفال تربيه صحيحه نقدر هذا الجهد ونتمنى لكي المزيد من التوفيق والنجاح ولاتبخلي علينا بكل معلومه تخص اطفلنا فهم الأمل والمستقبل وهم الاستثمار الرابح في الحياه
ردحذفأأحمد علي
معلومات قيمة فيما يخص الجانب التربوي وتنمية القدرات والمهارات للأطفال....شكرا وأتمنى لك التوفيق
ردحذفأبو عبدالله....
نعم القصة جزء من التربية يفقده الكثير من الاباء والامهات الذين لا يعرفون مدى تأثير القصص على الاطفال من حيث تنمية الذات والمهارات الفردية والاجتماعية
ردحذفاقدم شكري لك على هذه الدراسة واتمنى لكي التوفيق
احسنتم
حذفعالم الطفل عالم كبير ومتنوع بمختلف الاتجاهات من تربوي ونفسي وعلمي .. اعجبني جدا ماقطفتي من هذا العالم الكبير وماطرحتي من معلومات قيمة تفيد الجميع صغارا وكبار .. مربين ومثقفين وغيرهم من الاشخاص المهتمه بهذا المجال .. الى الامام وموفقه دوما ..:)
ردحذفنعم القصة هي ثاني أفضل مربي فني بعد التمثيل والمسرح .
ردحذفأتمنى لك التوفيق والنجاح
أخوك/ ابوحسين
نشكرك اختي الفاضلة على هذا المجهود الطيب والمثمر وأتنمي لك التوفيق والمثابرة في هذا المجال، حيث ان الكثير منا يجهل تأثير القراءة المبكرة على الطفل وبالخصوص قراءة القصص.
ردحذفشكرا لك على هذه المدونة وهذه الزوايا الرائعة وبالتوفيق
اخوكم/ابو محمد
اشكرك على معلوماتك القيمة...سأجعلها قواعد امامي لتربية جيل عبقري افخر به....ام عمار
ردحذفاشكرك على معلوماتك القيمة...سأجعلها قواعد امامي لتربية جيل عبقري افخر به....ام عمار
ردحذففي تقدم مبدع بإذن الله
ردحذفيارك الله فيكي ووفقكي لما يحب ويرضى
ردحذف